رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مخابرات "الشرع السنية" تحبط محاولة داعشية لتفجير مرقد السيدة زينب في ريف دمشق.. هل قبرها في مصر أم في سوريا؟

المصير

السبت, 11 يناير, 2025

01:15 م

في عملية نوعية جديدة، أعلنت الاستخبارات العامة التابعة للإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع إحباط مخطط إرهابي لتنظيم "داعش" كان يستهدف تفجير مرقد السيدة زينب في ريف دمشق. العملية، التي حظيت بإشادة واسعة، جاءت لتؤكد قدرة الإدارة على حماية المقدسات الدينية الشيعية، رغم طبيعة القيادة السنية للإدارة الجديدة، مما يفتح باب التساؤلات حول تأثير ذلك على العلاقات مع إيران والقوى الشيعية الإقليمية.

تفاصيل العملية الأمنية

وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، تمكنت إدارة الأمن العام من إفشال المخطط الإرهابي بعد الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة. ونشرت الوكالة صورًا ومقاطع فيديو لأفراد الخلية الداعشية الذين تم اعتقالهم قبل تنفيذ مخططهم لتفجير مرقد السيدة زينب.

وأكد مصدر في جهاز الاستخبارات العامة أن العملية جاءت "في إطار جهود الإدارة الجديدة للحفاظ على أمن واستقرار كافة أطياف الشعب السوري". وأضاف المصدر أن "تفجير المقام كان سيؤدي إلى كارثة دينية واجتماعية، حيث يعد هذا المرقد رمزًا روحيًا لملايين المسلمين الشيعة حول العالم".


دلالات إحباط التفجيرات


دلالات إحباط محاولة التفجير

إحباط محاولة استهداف مرقد السيدة زينب يحمل دلالات عميقة. فهو يعزز صورة الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع كقوة قادرة على حماية التنوع الديني في سوريا. كما يظهر العملية في سياق تحسين العلاقات مع إيران والفصائل الشيعية، التي تعتبر حماية المزارات الدينية من أولوياتها.


مرقد السيدة زينب في دمشق

يقع مرقد السيدة زينب في منطقة تحمل اسمها جنوب العاصمة السورية دمشق. يُعد المقام واحدًا من أبرز المزارات الشيعية في العالم الإسلامي، حيث يزوره الآلاف سنويًا من العراق وإيران ولبنان ودول أخرى.

المقام يتميز بقبته الذهبية الشهيرة التي تعكس روعة الهندسة الإسلامية، وهو محاط بمنطقة تضم الأسواق والمحال التجارية التي تخدم الزوار. يتضمن المرقد مسجدًا وضريحًا يُعتقد أنه يضم رفاة السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب، شقيقة الإمام الحسين.

خلال الحرب السورية، تعرض محيط المرقد لهجمات متكررة، إلا أنه ظل محميًا بشكل كبير نظرًا لأهميته الدينية والسياسية، خاصة بالنسبة لإيران والفصائل الشيعية المسلحة.

مسجد السيدة زينب في القاهرة

في مصر، يقع مسجد السيدة زينب في حي يحمل اسمها وسط القاهرة. يُعد المسجد من أقدم وأشهر المساجد الإسلامية في مصر، وهو مقصد للمصريين من مختلف الطبقات الاجتماعية الذين يأتون للتبرك.

المسجد يتميز ببنائه التاريخي وتصميمه الإسلامي المميز، وتُحيط به أسواق شعبية تعكس التراث المصري. ويُعتقد أن السيدة زينب عاشت لفترة في مصر بعد واقعة كربلاء، لكن المؤرخين يختلفون حول مكان دفنها الحقيقي.

من هي السيدة زينب؟

السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، وحفيدة النبي محمد، تعد من أبرز النساء في التاريخ الإسلامي. ولدت في العام الخامس للهجرة، وبرزت كشخصية قوية وشجاعة خلال معركة كربلاء.

كانت شاهدة على مقتل شقيقها الإمام الحسين وأهل بيتها في كربلاء، وسُبيت مع بقية النساء إلى الشام. لعبت دورًا بارزًا في الدفاع عن قضية أهل البيت وإيصال مظلوميتهم، وكانت خطبها أمام يزيد بن معاوية شجاعة وقوية.

الخلاف حول موقع دفن السيدة زينب

هناك جدل تاريخي كبير حول مكان دفن السيدة زينب.

الرواية الأولى: في دمشق
تقول الرواية الأكثر شيوعًا بين الشيعة أن السيدة زينب انتقلت إلى دمشق بعد واقعة كربلاء وظلت فيها حتى وفاتها. ويُعتقد أن ضريحها الحالي في دمشق هو مكان دفنها الحقيقي.

الرواية الثانية: في القاهرة
وفقًا لتقاليد مصرية قديمة، يُقال إن السيدة زينب انتقلت إلى مصر بعد كربلاء واستقرت فيها حتى وفاتها. المسجد الواقع في القاهرة يُعتبر مكان دفنها بحسب هذه الرواية، ويُحتفل بذكراها سنويًا في مصر.

مرقد السيدة زينب، سواء في دمشق أو القاهرة، يُمثل قيمة روحية وتاريخية كبيرة للمسلمين. وحمايته ليست فقط مسؤولية دينية، بل هي واجب وطني وسياسي يعكس قدرة الحكومات على تحقيق الاستقرار وتعزيز الوحدة بين أطياف الشعوب. نجاح الاستخبارات السورية الجديدة في إحباط هذه المحاولة يعكس تحولًا جديدًا في طريقة إدارة الأزمات، ويفتح الباب أمام مزيد من التعاون بين القوى الإقليمية لتحقيق السلام والاستقرار.